Page 90 - web
P. 90
436 لـم نؤمـن بأهميـة مراكـز العالج والتأهيـل بـد ًل مـن تجاوز وصمة العار المناعـة الفرديـة مـن العـودة لهـا وبهـا يتحقـق الوعـي
الوسـائل العقابيـة ب ـنا ًء على التجـارب السـابقة فلـن والاعتراف بأهمية علاج المجتمعـي الالزم لخطرهـا ،وبالتـالي يقـل الطلـب عليهـا
نقطـع شـو ًطا ك يب ًرا أو نحـرز أي تقـدم يذكـر في مجـال المدمنين طب ًيا ونفس ًيا وتقل معها عمليات التهريب والترويج وما يترتب على
ذلك من انحسار خطر الجرائم المترتبة عليها سواء من
معالجـة ومكافحـة المخـدرات. هما أولى مراحل
مـن وجهـة نظـر المهتمني في هـذا المجـال؛ هنـاك أسـباب مكافحة المخدرات قبـل الأ ـفراد والجماعـات.
عديـدة في قلـة مراكـز العالج مـن تعاطـي المخـدرات بعـد عقـود في مكافحـة هـذه الآفـة ومـا بـذل مـن جهـود
لأسباب عديدة مادية وتقنية ومالية ونقص في الكوادر احتوائهـا والتخفيـف مـن خطرهـا و ـصو ًل إلى الغايـة ك يبرة مـن أجـل تخليـص الشـعوب والأوطـان منهـا ،لا
المتخصصـة الطبيـة منهـا والنفسـية والاجتماعيـة، الكبرى في خلق مناعة متجذرة لدى الأفراد والشعوب. ـيزال المهربـون والمروجـون يهـددون الحيـاة في مدننـا ولا
أضـف إلى ذلـك شـي ًئا آخـر ليـس ملمو ًسـا بشـكل واضـح إن وجـود المخـدرات قديـم منـذ الأزل في المجتمعـات ـيزال سـيل السـجناء ُيغـ ِرق السـجون بأعـداد متزايـدة،
ولكنـه مترسـخ في العاقـل الباطـن في المجتمعـات فقـد اسـتخدموها مـن أجـل تغييـب عقولهـم ونسـيان ولا ـيزال تعاطـي المخـدرات يأخـذ أبعـا ًدا ك يثرة ،لا مـن
وخاصـة العربيـة ألا وهـو وصمـة العـار التـي ارتبطـت م ـشاكلهم الحياتيـة –هـذا مـا يقولـه الخرباء -وأن تو ُقـع جهـة الازديـاد العـددي للتعاطـي ولا مـن جهـة نوعيـة
مجتمعـات خاليـة مـن المـواد المخـدرة أمـر ٌبعيـد المنـال المخـدرات التـي يتـم تعاطيهـا ،حيـث تشير المؤ ـشرات
بهـذه البلـوى .Addiction Stigma ولهـذا وجـب التفكير خـارج الصنـدوق والبحـث جد ًيـا الميدانيـة إلى أن الأمـر تطـور للأسـوأ بزيـادة اسـتخدام
تجـاوز وصمـة العـار والا تعراف بأهميـة عالج المدمنني في سياسـات فعالـة تعمـل على احتـواء ضررهـا على المـواد المخـدرة المصنعـة كيميائ ًيـا () sythentic drug
طب ًيـا ونفسـ ًيا هـي أولى مراحـل مكافحـة المخـدرات. الفـرد نفسـه وأ ـسرته ومجتمعـه والدفـع بتشـريعات والتـي هـي أشـد خ ـط ًرا مـن المخـدرات ذات الأصـل النبـاتي
وصمـة العـار هـذه هـي التـي تجعـل الكثير مـن الـدول واقعيـة وح ـلول ناجعـة للجرائـم المترتبـة عليهـا .مثـل
أو المنظمات لا تتحمس لفكرة التوسـع في إن ـشاء مراكز هكـذا سياسـات على المـدى الطويـل سـتؤدي إلى إعـادة plant-based drugs
الإدمـان لارتبـاط تعاطـي المخـدرات بالعـار في النسـق توجيـه المـوارد العامـة -التـي كانـت تسـتنزفها بعـض وعليـه فـإن الكثيريـن مـن المهتمني بهـذا الشـأن قـد
الاجتماعـي والأخلاقـي ،وعليـه فال يسـتحق مـن وقـع في الإ ـجراءات المتعلقـة بتجريـم المخـدرات -نحـو المسـاندة حكمـوا بالفشـل على سياسـات الحكومـات الاعتياديـة
ـشراك المخـدرات ـصرف الأمـوال عليهـم في هكـذا مراكـز الطبيـة والاجتماعيـة والمسـاعدة الاقتصاديـة لمـن ابتلـوا التـي تركـز بشـكل كبير نو ًعـا مـا على العقـاب دون النظـر
علاج وتأهيل .وقد غفلوا – أو غاب عنهم -حقيقة أن بشر المخدرات ،وبالتالي تعزيز سلامة وصحة ورفاهية للجانـب العلاجـي والإصلاحـي تجـاه محاربـة هـذه الآفـة
المدمن قد تعدى هذه المرحلة وأن تبعات عدم معالجة الخ يطرة .ورأوا أن الاسـتمرار بهـذه الإ تسراتيجيات
المشـكلة كارثيـة على الجميـع؛ لـذا يجـب التعامـل مـع المجتمـع بأكملـه. والتشـريعات هـو هـدر للجهـود والأمـوال والمقـدرات.
يجـب التخلـص مـن الف ـكرة الخاطئـة أن مراكـز عالج فال الأمـوال ُح ِفظـت ولا الجهـود أث ـمرت ولا عقوبـات
حالتـه على أسـاس المصلحـة العامـة في المقـام الأول. الإدمـان هـي مجـرد أماكـن تسـتبدل مخـد ًرا بمخـدر السـجن خففـت ،بـل لا ـيزال خطرهـا يـزداد يو ًمـا
وكمـا هـو معلـوم فـإن معـاودة متعاطـي المخـدرات آخـر ،لـذا فإنـه ليـس مـن الأجـدى التوسـع في إنشـائها. بعـد يـوم .ولا يخفـى على أحـد وفي الواقـع فـإن نسـبة
للتعاطـي لهـا أسـباب عديـدة ومـن أهمهـا ضعـف وفي الواقـع أن نفعهـا يتعـدى ذلـك بكثير على أعـداد المسـجونين بسـبب المخـدرات تمثـل نسـبة ك يبرة
الارتبـاط الاجتماعـي والتواصـل مـع الآخريـن ،وخاصـة مسـتوى المدمـن ذاتـه وعلى مسـتوى أ ـسرته ومجتمعـه جـ ًدا ،وفي بعـض الـدول تمثـل الغالبيـة ممـن يقبعـون
في دائرة محيطه المجتمعي الأقرب ,بالمقارنة مع غيرهم بشـكل أكرب متـى مـا تـم تفعيلهـا بالشـكل السـليم. في السـجود ،وذلـك حسـب دراسـة أعدتهـا مصلحـة
ممـن كـون علاقـات اجتماعيـة جيـدة مـع مـن حولـه. وهـذه حقيقـة لا شـك فيهـا يثبتهـا المحظوظـون الذيـن السـجون الأمريكيـة التـي أظ ـهرت أن 50.1%ممـن في
وكثي ٌر مـن المختصني في هـذا المجـال ك يث ًرا مـا أشـاروا إلى اسـتفادوا من هكذا مراكز وما أثبته الكثير من المهتمين السـجون هـم بسـبب جرائـم المخـدرات وفي أوروبـا تصـل
أن السـجن ليـس الخيـار الأفضـل لمعاقبـة المدمنني وقـد النسـبة إلى 25%حسـب إح ـصاءات مركـز مراقبـة
ثبـت على أرض الواقـع أن الكثير ممـن أدخلـوا السـجون والمختصني في هـذا المجـال.
بسـبب تعاطيهـم للمخـدرات قـد ازداد حالهـم سـو ًءا إن معاقبـة المتعاطـي بالسـجن ليسـت هـي الحـل ،في المخـدرات الأوروبـي ()emcdda
بعـد الخـروج مـن السـجن نتيجـة للمخالطـة السـيئة كثير مـن الحـالات هـي مرحلـة مؤقتـة في حيـاة المتعاطـي إن خـوض الحـروب تجـاه هـذه الآفـة يجـب أن تتغير
واكتسـاب الكثير مـن العـادات السـيئة التـي أدت إلى يعـود بعدهـا للتعاطـي وربمـا بشـكل أكرب وأخطـر حـال ميادينهـا وأن تتجـه نحـو محاربـة الفقـر والبطالـة
زيـادة إدمانهـم بعـد خروجهـم وفي أحايني ك يثرة يتطـور خروجـه طالمـا أنـه لـم يتـم عالج مسـببات التعاطـي وتحسني حيـاة النـاس وتطويـر التعليـم والتدريـب
الأمـر إلى مرحلـة أشـد خطـورة باسـتدراجهم لممارسـة بشـكل عملي .إذن المسـألة هنـا واضحـة وصريحـة :إن والدفع بسخاء على البرامج الاجتماعية وعلى الأبحاث
أعمـال الترويـج والتهريـب ومـا ينتـج عنهـا مـن جرائـم وزيـادة مراكـز التأهيـل والاستشـفاء وزيـادة جرعـات
قتـل وتبييـض أمـوال وخلافـه. التثقيـف والتوعيـة للأسـر والمجتمعـات.
وفي هـذا الصـدد فال ننسى دور الأ ـسرة المسـاند لمراكـز لقـد وجـدت المخـدرات وسـتبقى ،هـذه الحقيقـة الـمرة
التأهيـل والعالج ،فبهـا تتكامـل الجهـود ،فمنـزل التـي لا ـمراء فيهـا ،وهنـا يربز التحـدي الكبير في كيفيـة
89